موضوع: غوران شخصيه العام(2010) الأحد يناير 02, 2011 8:01 pm
«الصربي غوران»... مدرب منتخب الكويت الوطني لكرة القدم لا خلاف عليه بانه شخصية العام 2010 الرياضية، قالها 57 ألف متفرج احتشدوا في استاد جابر الدولي ليحتفلوا مع نجوم «الازرق» بفوزهم الكبير بكأس «خليجي 20». لقد ارتجت عند ظهور غوران مدرجات استاد جابر الدولي من فرط التصفيق المتواصل تحية له للدور الذي قام به بإعادة كرة القدم الكويتية الى طريق الانجازات حيث تجاوز زمن تحيته الحافل الجميع من اداريين وفنيين وجهاز طبي ولاعبين. والحفاوة البالغة التي حظي بها غوران من الجماهير التي احتشدت في استاد جابر عقب وصول وفد الازرق بلحظات الى مطار الكويت الدولي قادما من عدن العاصمة الثانية تؤكد أن حس هذه الجماهير سليم مئة في المئة تعرف من أنصفها ومن أعاد كرتها الى منصات التتويج مرتين في فترة وجيزة بعد غياب 12 عاما. حيث كانت المرة الاولى في نوفمبر الماضي عندما قاد هذا الصربي الهادئ الواثق منتخب رديف الكويت الى الفوز ببطولة غرب آسيا التي جرت منافساتها في العاصمة الاردنية «عمان» في شهر نوفمبر الماضي. والمرة الثانية عندما عاد غوران بـ«الازرق» الى منصات التتويج في بطولته الاخيرة «كأس الخليج ليحرز لقبه العاشر بعدما حقق افضل النتائج في «خليجي 20» التي أقيمت في مدينتي عدن وأبين اليمنيتين في الفترة من 22 نوفمبر الماضي وحتى 5 ديسمبر الماضي. كل الألقاب ولم يحقق الازرق في «خليجي20» اللقب فقط ولكن استأثر بكل الالقاب ففاز نجمه الرائع بدر المطوع بلقب هداف البطولة برصيد 3 أهداف رغم أنه لم يلعب مباراة السعودية حيث كان وقتها يكرم في العاصمة الماليزية «كوالامبو» ضمن 5 من أفضل لاعبي القارة الآسيوية. ونال حارس «الازرق» الهمام نواف الخالدي لقب أفضل حارس مرمى حيث كان الحارس الوحيد في الدور الاول للبطولة الذي لم يصب مرماه بأي هدف. كما حصل الصاعد الواعد بسرعة الصاروخ فهد العنزي على لقب أفضل لاعب في «خليجي20» بعدما لعب دورا كبيرا في ما أحرزه «الازرق» من اهداف قادته الى احراز اللقب. لم يهزم ويكفي الكويت انجازا بقيادة غوران أن منتخبها لم يهزم في البطولة ذاتها، كما حظي «الازرق» بتقدير كبير من الجماهير اليمنية والتي حضرت منافسات البطولة وبلغ عددها نصف مليون مشجع. كما أكدت على ذلك اذاعة «اف ام» العدنية في الاستفتاء الذي أجرته على هامش البطولة. وغوران كان له الفضل الاول والاخير لما تمتع به من قدرات تكتيكية ورؤية ثاقبة في اختياره لعناصر سواء للرديف أو الازرق في أن يضع نهاية لسنوات الجفاف العجاف التي ابتعدت فيها منتخبات الكويت عن كل منصات التتويج. ولا أبالغ اذا قلنا ان هذا الشاب الهادئ غوران القادم من المدرسة اليوغسلافية العريقة والذي كان مجهولا قبل ان يتولى تدريب منتخب الكويت وأصبح معلوما الآن في عالم التدريب كله بعدما حفر اسمه بأحرف من ذهب «غوران» في سجل المدربين أصحاب الانجاز الذين مروا على الازرق. بل لا نبالغ لو قلنا أعظمهم على الاطلاق حيث كل من سبقه كان يعمل في ظروف طبيعية تمتلئ فيها ملاعب كرة القدم الكويتية بالمواهب التي يعتبر كل واحد منهم فريقا بحد ذاته. ولا نبالغ أيضا ان قلنا نجوم الكويت لكرة القدم في عصورها المتعاقبة قبل السنوات العجاف هم الذين صنعوا أمجاد المدربين الذين مروا على تدريب «الازرق» ورفعوا أسهمهم في البورصات الاقليمية والعالمية وآخرهم التشيكي ميلان ماتشاله. لقد تولى غوران مهمة قيادة منتخب الكويت في ظروف بالغة القسوة سواء على كرة القدم الكويتية أو رياضتها بشكل عام حيث ندرت المواهب الى حد ان ظهور اي لاعباً موهوب بمثابة فضل كبير والدليل لو حصرنا عددهم في الفترة من بعد 1996 لا نجد إلا لاعباً واحداً استحق هذا التميز هو الموهبة بشار عبدالله. وتغلب غوران على هذه المعضلة باختيار عناصر هو قرأ فيها أنها سوف تعيد البسمة والامل فتحول «الازرق» من منتخب المواهب الفردية من امثال فيصل الدخيل وجاسم يعقوب وفتحي كميل وسعد الحوطي الى منتخب الاداء الجماعي وكان النجم الوحيد الدائم هو «الازرق» نفسه أي البطولة فيه للجماعية ومن هذا المنطلق ومن جمال الاداء الجماعي ولد من رحمه جيل فهد العنزي وبدر المطوع ويوسف ناصر ونواف الخالدي والاخرون. إنعاش آمال الجماهير وما حققه غوران مع «الازرق» في خليجي 20 أنعش آمال الجماهير الكويتية التي كانت متعطشة للغاية للألقاب بعد 12 عاما من حالة الجفاف الكروي التي اصابت صاحب الريادة الاقليمية والقارية والعالمية. لقد كسب غوران في النهاية الرهان وكرر انجاز بطولة غرب آسيا بالفوز بكأس الخليج العشرين وأسكت اصحاب الهجمات الشعواء التي كانت تقلل من امكاناته بل ولو حقق «الازرق» الفوز يرجعوه الى الحظ. لم يلتفت إلى الأصوات الشاذة ولم يلتفت هذا المدرب العبقري الذي يتسم بالهدوء والقراءة المتأنية لكل المجريات ويملك عصا سحرية في تغيير كل ماهو غير متوقع، الى تلك الاصوات الشاذة التي كانت تهدف الى إزاحته وتعيين مدرب آخر يستطيعون من خلاله تنفيذ كل الاجندات والمصالح الشخصية التي ذاق منها الازرق الويلات والويلات في الفترة الماضية. وتابع غوران مسيرته بثقة واقتدار وحاول قدر الامكان الابتعاد عن تلك الفئة الضالة رياضيا وتمسك بجهازه الفني القدير بوجود مساعده عبدالعزيز حمادة والاداري الرائع أسامة حسين وزميله علي محمود صاحب العطاء الكبير فشكلت تلك المجموعة المتمكنة معه قوة رهيبة دفعت بـ«الازرق» للمقدمة وحول مجموعة من اللاعبين الهواة الى كتيبة محترفة قادرة على القتال الكروي في أي موقعة كانت وتلك كانت رهان غوران في خليجي 20. بدأها بقوة ومن دون أي مقدمات وهزم قطر أبرز المرشحين للبطولة بهدف حمل توقيع المهاجم الواعد يوسف ناصر الذي تلقى كرة عرضية متقنة من فهد العنزي ولم يتوانَ يوسف في إيداعها برأسه داخل الشباك. وللعلم أن المدرب التشيكي ميلان ماتشاله مدرب كاظمة لدى توليه تدريب الفريق هذا الموسم همس لاحد الاداريين المقربين بعدم اقتناعه بـ «ناصر والعنزي» وقال له من غير المعقول أن يعتمد « الازرق» عليهما في المباريات، فكان ردهما بقيادة غوران حاسما وحصل العنزي على لقب أفضل لاعب في البطولة. موقف صعب وتعرض غوران الى موقف صعب للغاية قبل لقاء منتخب الكويت مع السعودية في الجولة الثانية لبطولة «خليجي20» حيث حرم من جهود أفضل لاعبي آسيا بدر المطوع الذي كان على موعد في الاتحاد الآسيوي في العاصمة الماليزية «كوالمبور» للمشاركة في اختيار أفضل لاعب في القارة الصفراء ورغم حزنه العميق من الداخل إلا أنه كان يثق بمجموعته البديلة. ونجح غوران في هذا اللقاء الذي يعد «دربي خليجي» في انتزاع تعادل بطعم الفوز بعدما تعملق الحارس نواف الخالدي ومنع ركلة جزاء نفذها المخضرم السعودي محمد الشلهوب في الوقت القاتل من اللقاء وكانت تلك الانطلاقة الحقيقية للكتيبة الزرقاء في البطولة. وهزم صاحب الارض اليمن بسهولة بثلاثية نظيفة، وكان على موعد مع أسود الرافدين المتخم بنجوم معظمهم قادوا الفريق الى احراز كأس أمم آسيا 2007، وكانت مواجهة من العيار الثقيل، خطف الازرق هدفاً مبكراً في الثواني الاولى للمباراة وسط دهشة واستغراب من الجميع سجله بدر المطوع، ولكن تغيرت مجريات اللقاء رأسا على عقب وتحولت مسارها لصالح العراق الذي نجح في العودة مبكرا في التعادل والتقدم بالنتيجة واعتقد البعض أنها نهاية «غوران». وأثبت غوران أن المعركة لم تنته ولايزال الامل قائماً مع تلك المجموعة الرائعة التي لم تخيب الظن بها وأدرك «الازرق» بواسطة فهد العنزي لتبتسم الركلات الترجيحية لغوران والازرق ويتأهل الى المباراة النهائية. النجاح حتى النهاية ولم يشك أحد على الاطلاق من الجماهير الكويتية الصادقة في الحب والتشجيع ان منتخبهم «الازرق» هو بطل «خليجي 20» من قبل أن تبدأ مباراته مع السعودية في النهائي لثقتها في لاعبي المنتخب وقدرة مدربه غوران الذي أعطى دروسا قيمة في فنون التدريب سواء في خطته وتشكيلته وتغييراته الجريئة وقراءته المتمكنة لخصومه وهدوئه الذي كان مملوءا بالثقة والحكمة بعيدا عن اجراء كل حركات التمثيل التي امتهنها بعض المدربين لتغطية أخطائهم داخل المباراة. ونجح في هزيمة السعودية في النهائي بهدف خالد سجله اللاعب وليد علي ليفوز الازرق باللقب للمرة العاشرة في تاريخ البطولات الخليجية لتعم الفرحة والسرور في كل بيت كويتي حتى ان الجماهير أصيبت بفرحة غير عادية ملأت الشوارع حتى الساعات الاولى للصباح. بالفعل غوران هو أبرز شخصية رياضية في العام 2010 من دون منازع ومن يقول غير ذلك فإنه يكون بعيداً كل البعد عن العدالة والانصاف لهذا الرجل الذي يستحق منا كل التقدير، ويعتبر من أبرز المكاسب للكرة الكويتية ولعل من يشاهد نجوم الازرق مع أنديتهم لا يمكن أبدا أن يرشحهم للمنافسة على البطولات الخارجية ولكن مع غوران كل شيء يتغير. _______________________________________ [url=http://www.alraimedia.com/Alrai/SearchWords.aspx?text=محمد إبراهيم]محمد إبراهيم[/url] خذل جماهيره وإذا كانت هذه أبرز الانجازات للشارع الرياضي الكويتي في العام 2010 فإن هناك ذكريات أليمة وقد تصل الى حد البكاء والحداد بعدما خذل المدرب الوطني [url=http://www.alraimedia.com/Alrai/SearchWords.aspx?text=محمد إبراهيم]محمد إبراهيم[/url] آمال 57 ألف متفرج حضروا لمناصرته وتشجيعه على استاد جابر الدولي في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والذي جمع بين صاحب الارض القادسية مع نظيره الاتحاد السوري الذي فاز باللقب بعدما استغل كل أخطاء [url=http://www.alraimedia.com/Alrai/SearchWords.aspx?text=محمد إبراهيم]محمد إبراهيم[/url] وترجمها الى نصر غال من فم القادسية مع 56 ألف متفرج في عقر داره. تواضع اليد كما أن لعبة كرة اليد أصبحت في وضعية متواضعة ولم تعد قادرة على هزيمة المنتخبات الخليجية وفقدت كل هيبتها وقوتها السابقة بسبب اهمال ادارتها العليا لشؤونها والتركيز على الجوانب الاخرى حتى أصبحت اللعبة تحتضر ومن الممكن أن تنتهي كل ذكرياتها الجميلة. الرياضة الكويتية كانت ولاتزال وستبقى حية لا تموت طالما هناك رجال مخلصون يضعون الكويت قبل كل شيء.